الاثنين، 30 مارس 2020

نبذة مختصرة عن نزار قباني


نتائج البحث

مقتطَف مميَّز من الويب

نبذة عن نزار قباني
وُلد الشاعر الكبير نزار قباني في الواحد من عشرين من آذار عام 1923 في مدينة دمشق عاصمة سورية، لعائلة أدبية تجارية فوالده توفيق قباني كان مالكا ً لمصنع شوكولا، بينما الكاتب والمسرحي أبو خليل القباني هو أحد أقاربه. ... توفي في لندن في 30 نيسان عام 1998 ودفن في دمشق

الفم المطيب


هذا فمٌ مطيب
ينبع منه المغرب
يرقد طفلٌ متعب
عاتبني .. أتعرف
صلى على ضفافه
وعد هوىً معذب
منه ، انتظارٌ مرعب
دار .. فألف رغبةٍ
الياسمين تحته
مخدةٌ وملعب
لو لم يكن .. في وجهك
البريء .. قلت : مخلب
مخلبٌ مهذب !
مخدةٌ وملعب
***
لو لم يكن .. في وجهك
البريء .. قلت : مخلب
لكنه – إذا غفرت –
مخلبٌ مهذب !
***

القبلة الاولى


عامان .. مرا عليها يا مقبلتي
وعطرها لم يزل يجري على شفتي
كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها
ولا يزال شذاها ملء صومعتي
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي
قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء .. إنك قد حببت معصيتي
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي
ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟
لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة
يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي
ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية
نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت
تركتني جائع الأعصاب .. منفردا
أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي
***

العين الخضراء


"جاءت وفي يدها دفتر صغير...
ورغبت إلى الشاعر أن يكتب شعراً
في عينيها...
فإلى صباح عينيها الخضراوين
هذه الحروف..."
قالت: ألا تكتب في محجري ؟
وانشق لي حرجٌ .. ودربٌ ثري
إنهض لأقلامك .. لا تعتذر
من يعص قلب امرأةٍ .. يكفر ..
يلذ لي .. يلذ لي .. أن أرى
خضرة عيني .. على دفتري
***
وارتعشت جزيرةٌ في مدىً
مزغردٍ .. معطرٍ .. أنور
خضراء ، بين الغيم مزروعةٌ
في خاطر العبير لم تخطر ..
يروون لي أخبار صفصافةٍ
تغسل رجليها على الأنهر ..
لا تسبلي ستارةً غضةً
دمي .. لشباك هوىً أخضر
خلي مسافاتي .. على طولها
بالله .. لا تحطمي منظري ..
***
جاءت مع الصباح لي غابةٌ
تقول : من نتف لي مئزري ؟
حشدت أوراق الربى كلها
ضمن إطارٍ .. بارعٍ .. أشقر
يا عين .. يا خضراء .. يا واحةً
خضراء ترتاح على المرمر..
أفدي اندفاق الصيف من مقلةٍ
خيرةٍ .. كالموسم الخير
يا صحو .. أطعمتك من صحتي
لا يوجد الشتاء في أشهري..
***
في عينها .. لون مشاويرنا
نشرد بين الكرم والبيدر
والشمس .. والحصاد.. والمنحنى
إذ نهدك الصبي لم ينفر..
أي صباحٍ لبلادي غفا
وراء هدبٍ ، مطمئنٍ ، طري..
عيناك .. يا دنيا بلا آخرٍ
حدودها .. دنيا بلا آخر
كسرت .. آلاف النجوم على
دربٍ ستجتازينه .. فكري..
***

الغابة السوداء


عيناك..
مجهولان نائمان في عباءة المجهول.
وغابةٌ مقفلةٌ..
لا أحدٌ يعرف ما يحدث في داخلها،
فبعضهم،
يقول فيها أممٌ منسيةٌ
وبعضهم،
يقول في أعماقها، جنيةٌ
وبعضهم، يقول فيها غول...
لا أحدٌ..
يعرف ما يحدث في الغابة من عجائبٍ
لا أحدٌ يجرؤ أن يقول.
فالليل فيها ضائعٌ
والذئب فيها جائعٌ
والرجل الأبيض، فوق رمحه، مقتول...
***

العقدة الخضراء


يا عقدتي .. ارتفي مطل اخضرار
ويا نهاري ، قبل كون النهار
ويا قلوع الصحو .. منشورةً
يصفق الشباك ، شباكنا
عش عصافيرٍ مع الصيف طار..
تختبئ النحلات في ظلها
فبينها وبينه .. ألف ثار
ضل .. فما هذا زمان البذار
قطعة صحوٍ .. رطبت سهلنا
فارتاح نبعٌ ، واستلذ انحدار
***
توقفي .. ولو للم الإزار
قطعة صحوٍ .. رطبت سهلنا
فارتاح نبعٌ ، واستلذ انحدار
وللنجميمات علي انهمار..
***
توقفي .. ولو للم الإزار
لكل قرميدٍ لدينا يدٌ
قطعة صحوٍ .. رطبت سهلنا
فارتاح نبعٌ ، واستلذ انحدار
للشرق – إما طفرت – ضحكةٌ
وللنجميمات علي انهمار..
***
إن لحت قبل الشمس في بابنا
توقفي .. ولو للم الإزار
لكل قرميدٍ لدينا يدٌ
وكل شباكٍ لدينا انتظار..
***

العطر


العطر لغةٌ لها مفرداتها ، وحروفها ، وأبجديتها ، ككل
اللغات .
والعطور أصنافٌ وأمزجة .
منها ما هو تمتمة ..
ومنها ما هو صلاة ..
ومنها ما هو غزوةٌ بربرية ...
وللعطر المتحضر روعته ..
كما للعطر المتوحش روعته أيضاً ..
وهذا بالطبع يتوقف على الحالة النفسية التي نكون فيها،
عندما نستقبل العطر . وعلى نوع المرأة التي تستعمل
العطر .
والرجل أيضاً ، يلعب لعبته في تقييم العطر ..
بمعنى أن أنف الرجل مرتبطٌ بثقافته ، وتجربته، ومستواه
الحضاري .
هناك رجالٌ يفضلون العطور التي تهمس..
منهم من يفضلون العطور التي تصرخ..
ومنهم من يفضلون العطور التي تغتال ....
ثم أن نوعية علاقتنا بالمرأة تلعب دورها في تحديد نوع
العطر الذي يقنعنا ..
فعطر العشيقة شيء ..
وعطر الحبيبة شيءٌ آخر ..
وعطر الطالبة ذات السبع عشر سنة شيء ..
وعطر السيدة في الأربعين شيءٌ مختلف ..
وبالنسبة لي، يتغير العطر الذي أحب ، بتغير حالتي النفسية ..
ففي بعض الأحيان ، أحب العطر الذي نسي الكلام ...
وفي بعض الأحيان ، أحب العطر الذي يدخل في حوار
طويل معي ..
وفي بعض الأحيان أحب العطر المسالم ..
وفي بعض الأحيان أحب العطر المتوحش ..
والعدواني ..
على أن خياري الأول والأخير، في مسألة العطر ، هو
أنني أحب المرأة ـ الغمامة التي تخرج من تحت الدوش
وهي لا تحمل على جسدها إلا رائحة الصابون ..
وقطرات الماء ...
***